الخميس، 30 ديسمبر 2010

حمل كتاب تاريخ الجهمية والمعتزلة pdf نسخة مصورة مباشرة


حمل كتاب البهائية والنظام العالمي الجديد pdf نسخة مصورة مباشرة


  •  عنوان الكتاب: البهائية والنظام العالمي الجديد
  •  
  •  
  •  المؤلف: أحمد سراج الدين

مكتبة الملل والنحل ومقارنة الأديان الأزهرية 
 

حمل كتاب دلااسات في الفرق " الشيعية،النصيرية ،الباطنية ،الخوارج" pdf نسخة مصورة مباشر


دراسات في الفرق ( الشيعة ،النصيرية ، الباطنية ، الصوفية ، الخوارج )- مصورا



المؤلف :
د.صابر طعيمة


مكتبة الملل والنحل ومقارنة الأديان الأزهرية 


رابط التحميل المباشر :


http://saaid.net/book/11/3610.rar

حمل كتاب مقالات في المذاهب والفرق pdf نسخة مصورة مباشر


  •  عنوان الكتاب: مقالات في المذاهب والفرق

  •  المؤلف: العبد اللطيف

  •  نبذة عن الكتاب: اسم المؤلف : عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف - دار الوطن - الرياض - الطبعة الأولى - 1413 هـ 
  •  
  •  
  • - 86 صفحة - 1 ميجا


الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

حمل الاسطوانةالسادسةفي العقيدة والفرق والملل والنحل نسخة مصورة pdf

تابع معنا - الاسطوانة السادسة في العقيدة والفرق والملل والنحل والأديان





1 شرح كتاب التوحيد لابن باز.rar 4,641 KB http://www.4shared.com/file/NMckkjIm/____.html
2 شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري.rar 13,447 KB http://www.4shared.com/file/-07xtJ1U/_____.html
3 شرح كتاب التوحيد.pdf 3,003 KB http://www.4shared.com/document/tgCjv7rV/___online.html
4 شروح رسالة أبي يزيد القيرواني.rar 49,037 KB http://www.4shared.com/file/zI7Ddd3Q/____.html
5 شفاء العليل في مسائل القدر والحكمة والتعليل - مكتبة السوادي.rar 14,981 KB http://www.4shared.com/file/SGLhpDXn/_______-__.html
6 شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر 1 - 2.rar 12,476 KB http://www.4shared.com/file/hEe9E0Ub/______1_-_2.html
7 صحيح أشراط الساعة ووصف ليوم البعث وأهوال يوم القيامة.pdf 5,796 KB http://www.4shared.com/document/kBBa2PVx/________.html
8 صحيح أشراط الساعة ووصف ليوم البعث وأهوال يوم القيامة.rar 4,992 KB http://www.4shared.com/file/9O9oqsdE/________.html
9 صفة الجنة أبي نعيم الأصبهاني.rar 6,992 KB http://www.4shared.com/file/OpxkGicc/____.html
10 صفة النزول الإلهي ورد الشبهات حولها.pdf 13,248 KB http://www.4shared.com/document/GrOPW8jg/_____.html
11 عالم الملائكة.rar 1,545 KB http://www.4shared.com/file/xL3GLWxd/__online.html
12 عقائد أئمة السلف.rar 3,949 KB http://www.4shared.com/file/Xn9m8Xcz/___online.html
13 عقيدة أهل السنة والجماعة للإمام الحافظ أبي عيسى الترمذي.pdf 1,680 KB http://www.4shared.com/document/Fuvw2lL3/________.html
14 عقيدة ابن عبد البر.rar 6,095 KB http://www.4shared.com/file/wVSzQ9Lu/___.html
15 عقيدة الإمام ابن قتيبة.pdf 7,560 KB http://www.4shared.com/document/nPlvx10p/___.html
16 عقيدة الإمام الأزهري.pdf 5,682 KB http://www.4shared.com/document/H7rmXQsM/___online.html
17 عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي.pdf 2,010 KB http://www.4shared.com/document/06xPn4z9/____.html
18 عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.rar 2,729 KB http://www.4shared.com/file/Zepd-vGz/_____.html
19 عقيدة الموحدين.pdf 10,760 KB http://www.4shared.com/document/mNnwMfLt/__online.html
20 علم أصول البدع.pdf 7,898 KB http://www.4shared.com/document/T8PkQmIe/___online.html
21 علو الرحمن.rar 11,368 KB http://www.4shared.com/file/G3nDN12t/__online.html
22 عناية العلماء بكتاب التوحيد.rar 1,437 KB http://www.4shared.com/file/jBwXF77X/___.html
23 عيون الرسائل والأجوبة على المسائل 1 - 2.rar 13,148 KB http://www.4shared.com/file/GcaQ5fAy/_____1_-_2.html
24 غاية المرام في علم الكلام.rar 5,995 KB http://www.4shared.com/file/IBweBRWW/____.html
25 فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين.rar 3,319 KB http://www.4shared.com/file/R8zhhyX7/_______.html
26 فتح الحميد في شرح كتاب التوحيد.rar 36,080 KB http://www.4shared.com/file/W3G4XTDw/_____.html
27 فتح المجيد-أشرف.rar 10,595 KB http://www.4shared.com/file/JxOLK_iZ/_-_online.html
28 فتح المغيث في السحر والحسد ومس ابليس.pdf 4,154 KB http://www.4shared.com/document/TeEx0yfh/______.html
29 فصل الخطاب في الرد على أبي تراب.pdf 5,334 KB http://www.4shared.com/document/4hdU6fRy/______.html
30 فقة الإيمان على منهج السلف الصالح.pdf 12,656 KB http://www.4shared.com/document/WeoWEKRb/_____.html
31 فقه الفتن.pdf 15,236 KB http://www.4shared.com/document/KQyCgRMR/__online.html
32 قاعدة في المحبة.pdf 5,816 KB http://www.4shared.com/document/AhxHD6xH/___online.html
33 قرة عيون الموحدين.rar 4,318 KB http://www.4shared.com/file/sQud2zGx/___online.html
34 قصة الايمان.rar 9,493 KB http://www.4shared.com/file/BKHiROXe/__online.html
35 قصص الغيب في صحيح الحديث النبوي.pdf 4,931 KB http://www.4shared.com/document/qD2f19qx/_____.html
36 كتاب الإيمان لابن مندة.rar 581 KB http://www.4shared.com/file/prtScLQk/___.html
37 كتاب التوحيد وإثبات صفات الله عز وجل لابن خزيمة.rar 13,063 KB http://www.4shared.com/file/C3-f4_a4/________.html
38 كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته لابن منده.rar 12,190 KB http://www.4shared.com/file/ev2HD9xr/_________.html
39 كتاب العرش للإمام الذهبي.rar 8,349 KB http://www.4shared.com/file/gpyj41by/___.html
40 كتب أثنى عليها العلماء.rar 3,184 KB http://www.4shared.com/file/Jr8VKElJ/___.html
41 كتب إنجليزية منوعة في العقيدة.rar 54,273 KB http://www.4shared.com/file/QB9w0ofN/_____.html
42 كرامات الأولياء.rar 7,396 KB http://www.4shared.com/file/JUCROwkK/__online.html
43 كيف تدعو شيعيا.rar 635 KB http://www.4shared.com/file/m-TtPAuK/___online.html
44 لمعة البيان في أحداث آخر الزمان.rar 3,133 KB http://www.4shared.com/file/2BF68goP/_____.html
45 لوائح الأنوار السنية.rar 9,027 KB http://www.4shared.com/file/4H-rL-tJ/___online.html
46 لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية.rar 17,223 KB http://www.4shared.com/file/nD5He9hl/____________.html
47 مانع بن حماد الجهنى - الموسوعه الميسره فى الاديان و المذاهب و الاحزاب المعاصره.rar 47,542 KB http://www.4shared.com/file/mDKMuljV..._________.html



نسألكم الدعاء : طه كمال خضر الأزهري

حقيقة الروح القدس بين الاسلام واليهودية والنصرانية

بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة الروح القدس في الشرائع الالهية
 
الروح القدس من الحقائق الإيمانية الثابتة في الشرائع الإلهية المنزلة على الأنبياء والرسل ، فكل أتباع الشرائع الإلهية يعتقدون وجوده والإيمان به ، وبيـان ذلك فـيما يأتي :



المطلب الأول : حقيقة الروح القدس عند اليهود :


إن التوراة كتاب اليهود المقدس ذكرت الروح مضافة إلى القدس وإلى الله وبدون إضافة ، فجاءت الروح بمعنى الوحي بالإلهام ، إذ جاء في سفر الخروج: (( وملأته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة )) ، وجاء في سفر حزقيال : (( وحل عليّ روح الرب وقال لي : قل هكذا قال
الرب )) ، وفيه أيضاً : (( وأجعل روحي في داخلكم ، وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها )) .

وجاءت الروح بمعنى الثبات والنصرة التي يؤيد الله بها من يشاء من عباده المؤمنين ، إذ جاء في سفر التكوين عن يوسف عليه السلام : (( فقال فرعون لعبيده هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ، ثم قال فرعون ليوسف بعدما أعلمك الله كل هذا، ليس بصير وحكيم مثلك)) ، وجاء في سفر المزامير على لسان داود عليه السلام : (( لا تطرحني من قدام وجهك ، وروح قدسك لا تنزعه مني )) ، وقـول النبي أشعياء : (( أين الذي جعل في وسطهم روح قدسه ، الذي سير ليمين موسى ذراع مجده )) .

وجاءت الروح بمعنى جبريل ـ عليه السلام ـ إذ جاء في سـفر أشعياء : (( ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه ، فتحول لهم عدواً وهو حاربهم )) . وجاء عن داؤد عليه السلام : (( روح الرب تكلم بي، وكلمته على لساني )) ، وجاء في سفر دانيال : (( وسمعت صوت إنسان بين أولادي فنادى وقال يا جبرائيل فَهِّم هذا الرجل الرؤيا )) ، وفيه أيضاً : (( إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء ... وقال يا دانيال إني خرجت الآن لأعلمك الفهم )) .

وجاء أن الروح تهب القوة والنشاط ، إذ جاء في سفر القضاة : (( فحل عليه روح الرب فشقه كشق الجدي وليس في يده شىء)) ، وفيه أيضاً :
(( وحل عليه روح الرب فنزل إلى أشقلون وقتل منهم ثلاثين رجلاً وأخذ سلبهم )) ، وفيه أيضاً : (( فكان عليه روح الرب وقضى لإسرائيل وخرج للحرب )) .

كما جاءت الروح بمعنى الريح ، وبمعنى روح الإنسان ، وبمعنى الخلق والإحياء ، وبغير ذلك من المعاني .

والروح سواء أكانت مضافة إلى الله ، أم إلى القدس ، أم بدون إضافة ، فإن المعنى أنها صادرة عن الله تعالى ، كما تبين لنا ذلك من النصوص السابقة الدالة على معنى حقيقة الروح ، وأنها لا تعني سوى ذلك .

واليهود أهل التوراة يعرفون حقيقة معنى الروح ، ويعرفون أن الروح القدس هو الذي يأتي بالوحي إلى الأنبياء ، وأنه جبريل عليه السلام ، وأنه ينفذ أوامر الله، لا يأتي بشيء من عنده ، وما هو إلا عبد الله ورسوله ، وأحد خلقه من ملائكة الله المقربين ، ولكنهم مع كثرة نزوله بالعقاب عليهم لكثرة عصيانهم لله ، ومخالفة أمره ، كرهوا ملاك الله جبريل ، وكرهوا اسمه ، واعتبروه عدواً لهم ، ومحارباً لهم ، فقد ذكر سفر أشعياء هذه العداوة التي ملأت قلوبهم ، ونطقت بها أفواههم ، إذ جاء فيه : (( إحسانات الرب ، اذكر تسابيح الرب حسب كل ما كافأنا به الرب ، والخير العظيم لبيت إسرائيل الذي كافأهم به حسب مراحمه وحسب كثرة إحساناته ، وقد قال حقاً إنهم شعبي ، بنون لا يخونون ، فصار لهم مخلصاً ، في كل ضيقهم تضايق ، وملاك حضرته خلصهم ، بمحبته ورأفته هوفكَهم ، ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة ، ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه ، فتحول لهم عدواً وهو حاربهم )) .

هذه العداوة من اليهود للروح القدس جبريل ـ عليه السلام ـ جعلتهم يكرهون ذكر اسمه ، لذلك فقد اهتم اليهود بسؤال الأنبياء عن الروح الذي يأتي بالوحي من السماء ، فإن كان جبريل قاطعوا النبي ولم يسمعوا له ، فقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : سمع عبد الله ابن سلام بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في أرضٍ يخترف ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ، فما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام أهل الجنة ؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه ؟ قال : أخبرني بهن جبريل آنفاً ، قال : جبريل ؟ قال : نعم ، قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقرأ هذه الآية : (( من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك )) ... الحديث .

وروى الإمام أحمد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا أبا القاسم إنا نسألك عن خمسة أشيـاء فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك ، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه ، إذ قالوا : الله على نقول وكيل ، قال : هاتوا ـ الحديث ـ إلى أن قالوا : صدقت ، إنما بقيت واحدة ، وهي التي نبايعك إن أخبرتنا بها ، فإنه ليس من نبي إلا له ملك يأتيه بالخبر ، فأخبرنا من صاحبك ؟

قال :جبريل ـ عليــه السلام ـ قالوا : جبريل ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا، لو قلت : ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان ، فأنزل الله عز وجل : (( قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك )) إلى قوله : (( فإن الله عدوٌ للكافرين )) .

وساق ابن جرير بسنده نحواً من هذا الحديث ، ثم ذكر روايات أخرى جاء فيها زعم اليهود أن جبريل عدوهم ، وأنه يأتيهم بالشـدة وسفك الدماء ، والحـرب والقتال .

فتبين أن هؤلاء اليهود يعرفون حقيقة الروح القدس وأنه جبريل عليه السلام وهو المذكور في كتبهم المنزلة على أنبيائهم .



المطلب الثاني : حقيقة الروح القدس عند النصارى :


أما النصارى وهم أيضاً يعتقدون بقدسية كتب اليهود ، وهي جزء من كتابهم المقدس ويسمونه بالعهد القديم ، ويؤمنون به كإيمانهم بالعهد الجديد (الأناجيل والرسائل) وهو حجة عليهم فيـما ورد فيه عن حقيقة الروح القـدس ، فقد جـاء في الأناجيل والرسائل ما يصدق ما جاء في التوراة عن حقيقة الروح القدس ، فقد ذكرت تلك الكتب أن الروح القدس ـ عليه السلام ـ كان مع داود عليه السلام : (( لأن داود نفسه قال بالروح القدس قال الرب لربي )) ، وأن المسيح ـ عليه السلام ـ قال لهم عنه : (( فكيف يدعوه داود بالروح )) ، وأنه نزل بالوحي إلى الأنبياء والرسل ، إذ جاء في سفر أعمال الرسل : (( فانصرفوا وهم غير متفقين بعضهم مع بعض لما قال بولس كلمة واحدة إنه حسناً كلم الروح القدس آباءنا بأشعياء النبي ، قائلاً اذهب إلى هذا الشعب )) ، وجاء في رسالة بطرس الثانية : (( لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان ، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس )) ، وذكر سفر أعمال الرسل عداوة اليهود للروح القدس جبريل ـ عليه السلام ـ إذ جاء فيه : (( يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائماً تقاومون روح القدس ، كما كان آباؤكم كذلك أنتم ، أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم )) ، ومن صفاته أنه روح الله الحي إذ جـاء في رسالة بولس الثانية إلى أهـل كورنثوس : (( جبرائيل روح الله الحي )) ، وفي الإنجيل أنه بشر زكريا بميلاد يوحنا عليهما السلام : (( فظهرله ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور ، فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف ، فقال له الملاك : لا تخف يا زكـريا لأن طلبتك قد سمعت )) ، وأخبره في هذه البشارة أن امرأته ستلد له ابناً وتسميه يوحنا ، ويكون له فرحاً وابتهاجاً : (( لأنه يكون عظيماً أمام الرب ، وخمراً ومسكراً لا يشرب ، ومـن بطن أمه يمتلئ مـن الروح القدس )) ، كمـا أن مـريم أم المسيح وجدت حبلى من الروح القدس : (( و لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس ))

كما نزل الروح القدس على المسيح عليه السلام ، واستمر معه بعد أن عمده يوحنا المعمدان في ماء الأردن : (( ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضاً ، وإذ كان يصلى انفتحت السماء ونزل عليه الروح القـدس بهيئـة جسمية مثل حمامة )) ، وقال يوحنا المعمدان : (( إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه ، وأنا لم أكن أعرفه ، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس )) ، وجاء في الإنجيل : (( وفي تلك الأيام جاء يسوع ... واعتمد من يوحنا في الأردن ، وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلاً عليه ))

كما أن الروح القدس مؤيدٌ للمسيح في دعوته ومعجزاته : (( أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس، وكان يقتاد بالروح في الـبرية )) ، وجـاء أيـضاً : (( ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل ..... وكان يعلم في مجامعهم )) ، وفي الإنجيل يقول المسيح عليه السلام : (( روح الرب عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين ، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب )) ، ويتحدث سفر أعمال الرسل عن المعجزات التي أيد الله بها المسيح بواسطة الروح القدس ، إذ يقول : (( يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كان معه )) ، ففي هذين النصين نجد أن الروح القدس مرادفاً للفظ القوة ، أي أنه القوة التي أيد الله بها المسيح ـ عليه السلام ـ واستطاع بهذه القوة شفاء الأمراض ، وإجراء المعجزات ، بإذن الله تعالى ، وهي القوة التي أيد الله بها أنبياءه ورسله ، ومن شاء من عباده المؤمنين .

كما أخبر المسيح ـ عليه السلام ـ تلاميذه ورسله ، بأن الروح القدس سيلهمهم ويؤيدهم ، فقال : (( ولكن احذروا من الناس ، لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس ، وفي مجامعهم يجلدونكم وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلي، شهادة لهم وللأمم ، فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون ، لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به ، لأن لستم أنتم المتكلمين ، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم )) ، وقال عليه السلام : (( ومتى قدموكم إلى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أوبما تقولون ، لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة مايجب أن تقولوه )) .

وعند سؤال اليهود للمسيح ـ عليه السلام ـ عن الملاك الذي يؤيده الله به ، أخبرهم أنه الروح القدس ، فردوا على المسيح رداً قبيحاً ، وزعموا أنه روح نجس ، ومرة أخرى زعموا أن الروح القـدس (( بلعزبول )) يعني رئيس الشياطين، ففي الإنـجيل : (( أما الفريسيون فلما سمعوا ( أي عن شفاء المسيح للمجنون ) قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلا ببلعزبول رئيس الشياطين ، فعلم يسوع أفكارهم ، وقـال لهم ... إن كنت أنا ببلعزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون ، لذلك هم يكونون قضاتكم ، ولكن إن كنت أنا بروح الله أخـرج الشيطان فقـد أقبـل عليكم مـلكوت الله )) .

ثم حذرهم ـ عليه السلام ـ من القول على الروح القدس إنه روح نجس ، فقال : (( لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس ، ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له ، وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي )) . وقال أيضاً : (( الحق أقول لكم إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها ، ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد ، بل هو مستوجب دينونة أبدية ، لأنهم قالوا إن معه روحاً نجساً )) .


كما أن يوحنا المعمدان أخبر اليهود أن الذي سيأتي من بعده يعمد بالروح القدس ، فقال : (( والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجرة ، فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار ، أنا أعمدكم بماء للتوبة ، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني ، لذلك لست أهلاً أن أحل حذاءه ، هو سيعمدكم بالروح القدس ونار ، الذي رفشه في يده ، وسينقي بيدره ويجمع قمحه إلى المخزن ، وأما التبن ، فيحـرقه بنـار لا تطـفأ)) .

وهذا الخبر يحمل بشارة ، ويظهر أنها دلالة على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ ورد الكثير من البشارات به في التوراة والإنجيل ، ولكن النصارى لما جعلوا المسيح ـ عليه السلام ـ محوراً لكل الأحداث ، قالوا إن يوحنا يتكلم هنا عن المسيح ، علماً بأن المسيح كان معاصراً ليوحنا ولم يأت بعده ، وكان بنفس السن بفارق ستة أشهر في الميلاد ، بدليل أن المسيح تعمد بالماء على يد يوحنا ، كما ورد في النصوص السابقة من أناجيل متى ولوقا ومرقس .

كما أن ( يوحنا) يحيى ـ عليه السلام ـ عرف العلامة على المسيح من نزول الروح القدس عليه مثل حمامة ، إذ قال : (( إني قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه ، وأنا لم أكن أعرفه ، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس )) ، وهذا يدل على أنه أمين الوحي جبريل عليه السلام بدليل قوله : (( فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء ، وإذا السموات قد انفتحت له ، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه ، وصوت من السموات قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت )) ، وهذا الصوت من السموات هو الوحي الذي جاء به جبريل ، وهو قوله : (( هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت)) ، والبنوة في هـذا النص وفي غيره مـن النصوص الإنجيلية لا يقصد بها البنوة التناسلية ، وإنما يقصد بها حنان الله ورعايته له وقـربه من الله ، بدليل أن الأناجيل تطلق على تلاميذ المسيح وكل الناس المؤمنين بالله بأنهم أبناء الله .

ونزول الروح القدس على المسيح -عليه السلام- على هيئة حمامة ، أو نزول غيره من الملائكة على أي هيئة كانت ، معلومة عند الأنبياء وأتباعهم ، فقد ذكر الله تعالى نزول الملائكة على إبراهيم عليه السلام على هيئة رجال ، قال تعالى : (( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون ، فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ، فقربه إليهم قال ألا تأكلون ، فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم ، فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم ، قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم ، قال فما خطبكم أيها المرسلون ، قالوا إنا أرسلنا إلى قـوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة مـن طين مسومة عـند ربك للمسرفين )) .

وكذلك كان نزول الروح القدس جبريل عليه السلام ، على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، كان ينزل بعض المرات على هيئته التي خلقه الله عليها ، وينزل في مرات أخرى على هيئة الصحابي الجليل دحية بن خليفة الكلبي .

وبهذا يتبين لنا من هذه النصوص حقيقة الروح القدس ، وأنه كان مع داود ـ عليه السلام ـ وأنه بشر زكريا ، ومريم ، وأن يحيى والمسيح ـ عليهما السلام ـ وكذلك تلاميذ المسيح ورسله كان يعضدهم الروح القدس ، ويحل عليهم ، ومنه يمتلئون ، ويؤيدهم بالنصر ، كما بينت تلك النصوص أن المسيح ـ عليه السلام ـ حذر اليهود من ألفاظ السوء التي يقولونها على الروح القدس ، وأن من يفعل ذلك فلن يغفر له لا في الدنيا ولا في الآخرة .

كما بينت تلك النصوص ، أن الروح القدس ورد ذكره بمعنى جبريل ـ عليه السلام ـ وبمعنى الوحي الإلهي ، وبمعنى النصر والتأييد للمؤمنين ، ويبدو أن هذا هو الاعتقاد الذي كان عليه النصارى في حياة المسيح وحواريوه والقرون الثلاثة الأولى لميلاده ، بدليل أن الشواهد من مصادرهم الدينية ـ الآنفة الذكر ـ لاتعني سوى ذلك ، لأن اعتقادهم ألهيته لم يتقرر إلا بعد رفع المسيح ـ عليه السلام ـ بأربعة قرون ، أي في مجمع القسطنطينية سـنة 381م ، كما سيــأتي بيانه .



المطلب الثالث : حقيقة الروح القدس عند المسلمين :

هذه الصــفات للروح القــدس ـ حسب المصادر الدينية السابقة ـ هي التي صدقها القرآن الكريم المنزل على خاتم المرسلين ، والمصدق لما بين يديه من الكتب السابقة ، والمهيمن عليها ، فقد جاء الروح في القرآن الكريم ، على عدة أوجه :

أحدها : الوحي الإلهي ، قال تعالى : (( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون )) ، وقال تعالى : (( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ، ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا )) ، وقال تعالى : (( يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق )) .

الثاني : القوة والثبات والنصرة التي يؤيد بها من يشاء من عباده المؤمنين ، قال تعالى: (( أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه )) .

الثالث : ويأتي الروح بمعنى جبريل ـ عليه السلام ـ قال تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) ، وقال تعالى : (( قل من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله )) ، وهو روح القدس ، قال تعالى : (( قل نزله روح القدس من ربك بالحق )) ، وقال تعالى : (( وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس )) ، وقال تعالى : (( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً )) .

الرابع : الروح التي سأل عنها اليهود ، فأجيبوا بأنها من أمر الله ، قال تعالى : (( يسألونك عن الروح ، قل الروح من أمر ربي )) ، وقد قيل إنها الروح المذكورة في قوله تعالى : (( يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً )) ، وقـال تعـالى : (( تـنزل الملائكة والروح فيـها بإذن ربـهم من كل أمـر )) .

الخامس : المسيح بن مريم ، قال تعالى : (( إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )) ، وقال تعالى : (( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين )) ، وقال تعالى : (( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين )) .

ووجه اختصاص إضافة روح عيسى ـ عليه السلام ـ إلى الله تعالى ، أنه لما كان الله تعالى خلقه بكلمته ، أي خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبريل ـ عليه السلام ـ إلى مريم فنفخ فيها من روحه بإذن ربه عز وجل فكان عيسى بإذنه عز وجل ، وكانت تلك النفخة التي نفخها في جيب درعها ، فنزلت حتى ولجت فرجها بمنزلة لقاح الأب والأم ، والجميع مخلوق الله عز وجل ، ولهذا قيل لعيسى : إنه كلمة الله وروح منه ، لأنه لم يكن له أب تولد منه ، وإنما هو ناشئ عن الكلمة التي قال له بها كن فكان ، والروح التي أرسل بها جبريل ـ عليه السلام ـ قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة : (( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )) ، هو كـقوله : (( كن فيكون )) .

قال ابن أبي حاتم : (( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه )) قال : ليس الكلمة صارت عيسى ، ولكن بالكلمة صار عيسى )) . إنها الكلمة التي جاء بها جبريل إلى مريم ، فنفخ فيها بإذن الله فكان عيسى ـ عليه السلام ـ قال البخاري بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من شهد أن لا إله إلا الله ، وحده لاشريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ، أدخله الله الجنة على ماكان من العمل )) ، فقوله في الآية والحديث (( وروح منه)) كقوله تعالى : (( وسخر لكم ما في السموت وما في الأرض جميعاً منه)) ،
أي : من خلقه ومن عنده ، وليست من للتبعيض كما تقوله النصارى .. بل هي لابتداء الغاية ، وقال مجاهد في قوله (( وروح منه )) أي : رسول منه ، وقال غيره : ومحبة منه ، والأظهر الأول وهو أنه مخلوق من روح مخلوقة ، وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف ، كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله في قوله: (( هذه ناقة الله )) ، وفي قوله : (( وطهر بيتي للطائفين )) ، وكما روي في الحديث الصحيح : (( فأستأذن على ربي في داره )) ، أضافها إليه إضافة تشريف ، وهذا كله من قبيل واحد ونمط واحد .

ويقول الإمام القرافي ـ رحمه الله ـ في معنى الروح : إن الروح اسم للريح الذي بين الخافقين ، يقال لها ريح وروح لغتان ، وكذلك في الجمع رياح وأرواح ، واسم لجبريل عليه السلام ، وهو المسمى بروح القدس ، والروح اسم للنفس المقومة للجسم الحيواني ... إن معنى الروح المذكورة في القرآن الكريم في حق عيسى عليه السلام ، هو الروح الذي بمعنى النفس المقومة لبدن الإنسان ، ومعنى نفخ الله تعالى في عيسى ـ عليه السلام ـ مـن روحه ، أنه خلق روحاً نفخها فيه ، فـإن جميع أرواح الناس يصدق أنها روح الله ، وروح كل حيوان هي روح الله تعالى ، فإن الإضافة في لسان العرب تصدق حقيقة بأدنى الملابسة، كقول أحد حاملي الخشبة للآخر : طرفي مثل طرفك ، وشل طرفك : يريد طرف الخشبة ، فجعله طرفاً للحامل ، ويقول : طلع كوكب زيد ، إذا كان نجم عند طلوعه يسري بالليل ، ونسبة الكوكب إليه نسبة المقارنة فقـط، فكيف لا يضاف كل روح إلى الله تعالى وهو خالقها ومدبرها في جميع أحوالها ؟ وكذلك يقول بعض الفضلاء : لما سئل عن هذه الآية ، فقال : نفخ الله تعالى في عيسى عليه السلام روحاً من أرواحه ، أي : جميع أرواح الحيوان أرواحه ، وأما تخصيص عيسى عليه السلام بالذكر ، فللتنبيه على شرف عيسى عليه السلام ، وعلو منزلته ، بذكر الإضافة إليه ، كما قال تعالى : (( إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان )) ، و (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) ، مع أن الجميع عبيده ، وإنما التخصيص لبيان منزلة المخصص .

لكن النصارى مع هذه البينات الصريحة الواضحة عن حقيقة الروح القدس المذكورة في كتب الله السابقة واللاحقة ، يأبى عليهم ضلالهم وانحرافهم عن الحق إلا تحريف مثل هذه النصوص المحكمة ، وتأويلها على غير مراد الله عز وجل ، أحدثوا ذلك وأقروه في مجامعهم بعد عدة قرون من رفع المسيح ـ عليه السلام ـ فأولوا تلك النصوص وحرفوها ، وحرفوا الكثير من أحكام تلك الكتب لتوافق اعتقادهم ألوهية المسيح وألوهية الروح القدس ، فأحدثوا عقيدة التثليث الذي يتكون عندهم من الآب والابن والروح القدس ، وغير ذلك الكثير مما حرفوه وبدلوه ، وخالفوا فيه كتب الله المنزلة.
 ...............................................................
للدكتور . عبد الله بن عبد العزيز الشعيبي

القران والثالوث - مقالة رائعة - لمحمد مجدي مرجان

القرآن والثالوث للمستشار محمد مجدى مرجان, شماس أسلم يدافع عن دين التوحيد

بسم الله .. الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

كم هى ممتعة كتابات النصارى الذين أسلموا ! 

ونحن مع واحد من هؤلاء اليوم

لكن الأكثر إمتاعاً عندما يتصدون لعلماء دينهم السابق ، يبينون تفاهتهم، ويفندون باطلهم ، دافعين عن الإسلام كل باطل وسوء .

" الله واحد أم ثالوث " 

تأليف المستشار الدكتور : محمد مجدى مرجان

ولد فى أسرة متدينة مسيحية ، وكان شماساً فى الكنيسة ، ثم اعتنق الإسلام ، وكتب أربعة كتب فى إظهار الحق : الله واحد أم ثالوث ، المسيح إنسان أم إله ، محمد صلى الله عليه وسلم نبى الحب ، لماذا أسلمت ؟

يشغل الآن منصب رئيس محكمة الجنايات والاستئناف العليا ، ورئيس منظمة الكتاب الأفريقيين والآسيويين .

اخترت لكم فصلاً ممتعاً من كتابه القيم ، أسوقه إليكم إن شاء الله ، بعد ملاحظة جانبية ..

يرد فى كتاب الدكتور مرجان اسم " يس منصور " كثيراً ، وأغلب ظنى أنه خطأ مطبعى ، أقصد " يس " ، مع أنها تتكرر فى كثير من الكتابات بهذا اللفظ .. والذى أميل إليه ، وقد قرأته فى كتاب من قبل ، أن تصحيحها هو " يسى " ، وهذا أقرب من " يس " للتصديق ، لأنه اسم أبى داود فى الكتاب المقدس .

أترككم الآن مع هذا الفصل الماتع !

الفصل الرابع : القرآن والثالوث


رغم عدم اقتناع أصحاب الثالوث به ، ورغم اختلافهم حوله فى جملته وتفصيله ، وفى عناصره وأقانيمه ، فقد دفع الغى والمكابرة بالبعض منهم إلى الادعاء بأن الإسلام وكتابه المنزل على رسوله " القرآن الكريم " لا يعترف بوحدانية الله ، بل يؤمن بثالوثهم الإلهى !

يقول القمص باسيليوس إسحق : " إن البسملة الإسلامية ، وهى بسم الله الرحمن الرحيم ، تؤيد التثليث ، فالله هو الآب ، والرحمن هو الابن ، والرحيم هو الروح القدس " [كتاب الحق ص 122]

ونعتقد أن القمص الفاضل قد نسى أن كلا من صفتى الرحمن والرحيم هما بعضاً من الصفات التى لا تحصى لله الواحد الأوحد ، وليست جزءاً أو عنصراً أو أقنوماً من أقانيم الله ، فالله سبحانه وتعالى ذو صفات وأسماء عديدة لا يمكن حصرها ، وهى إن دلت على شىء فإنما تدل على قدرته وعظمته جل وعلا ، وعلى تفرده وحده بالربوبية والتعظيم .

ونحن إذا تابعنا هذا الرأى فإنه يمكن الاستدلال من القرآن ليس فقط على التثليث بل على التسبيع ووجود سبعة آلهة وليس ثلاثة ، وذلك بما ورد فى أول سورة غافر : " حم . تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم . غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول " .

بل يمكن أيضاً أن يجرفنا الزيغ والضلال ، فنقرر أن القرآن يثبت وجود سبعة عشر إلهاً ! .. وذلك بما ورد فى آخر سورة الحشر التى ورد بها سبعة عشر اسماً وصفة من الصفات التى يتصف بها الرحمن والتى لا يحصيها بيان .

ومع ذلك فإن قسيسنا الفاضل القمص باسيليوس إسحق يتمادى فى ادعائه ، ويقوم باستجلاب بعض الألفاظ الدارجة التى يتلفظ بها العامة أحياناً ، ثم يقوم بتحميل تلك الألفاظ فوق ما تحتمل أوتطيق ، رغبة منه فى إلصاق تهمة التثليث بها وهى بريئة منها براءة الحملان ..

يقول القمص باسيليوس : " إن القسم المغلظ الذى يقسمه المسلم قائلاً : والله العظيم ثلاثة .. فإنما يقسم بالآب والابن والروح القدس ، وإذا طلق المسلم زوجته طلقة بائنة ، فإنه يطلقها ثلاثاً ، أى أنه يطلقها باسم الآب والابن والروح القدس ".

ويستطرد القمص قائلاً : " إن المسلم يفتتح صلاته بالتكبير قائلاً : ( الله أكبر ) والمقصود بذلك مقارنة الله بآخر من ذات جنسه ونوعه ، وأن المسلمين بذلك يعتنقون المذهب المسيحى القائل بأن أقنوم الآب أعظم من أقنوم الابن ".

ويقول القمص باسيليوس إن هذه الأقوال وردت فى القرآن وأنها تدل على إيمان المسلمين بالثالوث .

وبعد هذا الشرح المستفيض لعقيدة الثالوث ، وادعاء اعتناق الإسلام لها ، يعود القمص فيقرر عدم فهمه وإدراكه لحقيقة الثالوث فيقول : " أجل ، إن هذا التعليم عن التثليث فوق إدراكنا ، ولكن عدم إدراكه لا يبطله " .

والإنسان منا ليعجب فى هذا الأمر ! .. كيف يؤمن المرء بعقيدة لا يفهمها ؟! .. وكيف يحاول أن يقصر غيره على الاعتقاد بما لا يفهمون ولا يفهم ؟ .. بل كيف يصل به التمادى إلى ادعاء اعتناق دين التوحيد الأسمى لعقيدة الثالوث ، التى ما جاء هذا الدين إلا لتحرير العقول والقلوب من أدرانها وترهاتها ؟

وإذا تركنا جانباً عواطف الدهشة والاستنكار ، ثم حاولنا أن نناقش أقوال القمص باسيليوس من الناحية الموضوعية ، طالعنا منذ البداية أنها قد بنيت فى جملتها على المغالطة والبعد عن الصواب ، فلا مراء ولا جل فى أنه لا علاقة للقرآن الكريم الذى نزل من عند الله بألفاظه ومعانيه بتلك الكلمات الدارجة التى أتى بها القمص لتأييد ثالوثه ، فهذه الكلمات لم ترد فى القرآن ، ولم تنزل على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم .

ومع تسليمنا بأن هذه الألفاظ قد يستعملها الناس مسلمين وغير مسلمين فى أحاديثهم ، فإنه لا علاقة لتلك الألفاظ مطلقاً بأحلام القمص الثالوثية ، فالمسلم حين يقسم بالله العظيم مرة واحدة ، وحين يكرر قسمه أحياناً مرتين أو ثلاثة ، أو أكثر من ذلك أو أقل ليؤكد عزمه على الوفاء بقسمه ، أو حين يعزم على طلاق زوجته فينطق بصيغة الطلاق قائلاً لها : أنت طالق ، وأحياناً يردد تلك الصيغة مرة أو مرات ليؤكد تصميمه على إيقاع الطلاق .. هذه الألفاظ التى تخضع فى صيغتها وفى عدد مرات تكرارها للبيئة والعرف والعادات الاجتماعية ، والتى تختلف صيغتها وتكرار ترديدها من مجتمع إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى ، على اختلاف دياناتها ومعتقداتها ، مثلها فى ذلك مثل الأمثال العامية التى تقول إن المرة الثالثة ثابتة ، أو العدد عشرة يجلب الحظ والعدد 13 يجلب النحس .. هذه الأقوال والأمثال فى جملتها مستخرجة من ظروف وتاريخ الشعب الذى يستعملها ويسير عليها ، بصرف النظر عن معتقداته وأديانه ، فليس ثمة علاقة بين هذه الألفاظ وبين أى دين من الأديان .

كما أنه من الغرابة بمكان أن نحاول إثبات أو أنفى عقيدة دينية تتعلق بذات الله باستجلاب الألفاظ والأمثال العامية التى وضعها الناس لحكم معاملاتهم المادية واحتكاكاتهم السوقية !

أما القول بأنه إذا نطق المسلم بلفظ الطلاق ثلاث مرات ، أو ألقى يمين الطلاق على زوجته ثلاثاً ، فإن هذا يعتبر طلاقاً بائناً ، فلا شك أنه قول مرجوح لا يستند إلى دليل ولا يجرى عليه علم ، ذلك أن العبرة دائماً ليست بتكرار الألفاظ أو بترديد الكلمات ، وإنما العبرة أولاً وأخيراً هى بتعدد المرات التى يقوم فيها المسلم من حيث الواقع بتطليق زوجته وإعادتها إلى عصمته ، فمهما عد المسلم أيمان الطلاق ، ومهما كرر التلفظ بصيغة الطلاق مرة أو مرات ، ثلاثاً أو عشراً ، فما دام أنه يطلق زوجته ـ من حيث الواقع ـ للمرة الأولى ، فإن طلاقه هذا لا يعتبر بحال من الأحوال طلاقاً بائناً ، هذا هو حكم الشرع والقانون ، وهذا هو ما يسير عليه العمل .

أما التكبير والتعظيم لله الكبير العظيم الذى يفتتح به المسلم صلاته بقوله " الله أكبر " و " الله أعظم " ، فهو لفظ يعنى أن الله أكبر وأعظم من كل ما فى الوجود .. إنها تعنى أن الله أكبر وأعظم من كل شىء ، وأنه سبحانه ليس كمثله شىء ، إنها تعنى تفرد الله وحده بالإكبار والإعظام والإجلال ، فالله وحده هو الأكبر والأعظم والأغنى والأعلى من كل ما فى الوجود ، ولم يدر بخلد إنسان ما بقولة القمص باسيليوس من أن هذا الإكبار والإعظام لله يعنى مقارنة بين إلهين أحدهما أكبر أو أعظم من الآخر .. حاشا لمؤمن أن يتردى فى هذا الضلال !

ويشرع كاتب ثالوثى آخر فى محاولة إثبات الثالوث والبرهنة عليه من القرآن ، ولكن بطريقة أخرى مغايرة لطريقة القمص باسيليوس ، ذلك هو الأستاذ يس منصور يقول سيادته : " إن الإسلام يذكر حوالى تسعاً وتسعين اسماً لله ، أى أن صفات الله الحسنى نحو 99 صفة ، وهذه الصفات متباينة ومختلفة ، تناقض إحداها الأخرى ، بحيث لا يمكن التوفيق بينها فى الذات الواحدة ، إلا إذا آمنا بالتثليث ، فمن أسماء الله الحسنى : الضار المنتقم ، ومنها : العفو الرءوف ، ومنها : القدوس البار " [التثليث والتوحيد ص 105]

ويستطرد الكاتب قائلاً : " كيف يكون الله منتقماً وغافراً معاً ؟ .. فالمنتقم يدل على انتقامه من المذنب انتقاماً بلا تساهل ، أما الغفور فيدل على تبريره للمذنب تبريراً شاملاً "

ويضيف قائلاً : إنه لا يمكن التوفيق بين هذه الصفات المتناقضة إلا بالقول بالتثليث .

ويعنى كاتبنا الألمعى أن نقوم بتوزيع أسماء وصفات الله الحسنى على أفراد الثالوث الإلهى ، بحيث يكون لكل أقنوم أو إله من آلهة الثالوث عدة أسماء وصفات متوافقة مع بعضها وإن اختلفت مع أسماء وصفات الإله الآخر ، فيكون الله الآب مثلاً هو الضار المنتقم ، ويكون الله الابن هو العفو الرءوف الغفور ، ويكون الله الروح القدس البار .

وقد يبدون هذا الرأى فى البداية ـ لبعض الناس ـ أنه متوافق مع المنطق ، ولكن هؤلاء إذا ما تمهلوا قليلاً ، لتبينوا أن هذا الرأى قد وصل إلى حال من البساطة والسذاجة فاقت كل تصور !

إن الأستاذ يس منصور فى رأيه هنا يعتنق مذهب الثنوية الذى كان منتشراً فى بلاد الفرس القديمة إبان الوثنية ، والذى كان يقسم الآلهة إلى قسمين متعارضين ، كل إله منها يحمل صفة مناقضة لصفة الإله الآخر ، وكل إله منها يقوم بعمل لا يقوم به الإله الآخر ، فهذا إله الخير ، وذاك إله الشر ، وهذا إله النور ، وذاك إله الظلام ، وهذا إله الحرب ، وذاك إله السلام .. وهكذا ..

والأستاذ يس فى انسياقه وراء المذاهب الوثنية قد هدم الأساس الأول الذى بنيت عليه عقيدة الثالوث من حيث أراد تبريرها وتدعيمها ، ذلك أن عقيدة الثالوث مؤسسة على الاعتقاد بمشابهة المخلوقات للخالق ، وبأن البشر والحيوانات والنباتات الراقية مكونة من ثلاثة أجزاء كالله الثالوث تماماً ، فالمماثلة والمشابهة بين الخالق والمخلوق هى الدعامة الأولى لعقيدة الثالوث .

ونحن إذا أخذنا الإنسان ، صورة الله ومثاله كما تقرر نظرية الثالوث ، لوجدناه يتصف بعدة صفات متباينة مختلفة ، وبعدة خصائص متغايرة متعارضة ، تظهر أى منها وقت الحاجة إليها ، وتبعاً للظروف التى اقتضتها .

فمن صفات الإنسان مثلاً : العطف والحنان والقسوة والانتقام ، والإنسان نفسه قد تدعوه الظروف تارة إلى القسوة ، وتارة أخرى إلى الرحمة .

فالجندى الذى يكون رحيماً عطوفاً مع ابنه الصغير هو نفسه الجندى الصلب القاسى مع أعداء وطنه ومستعمريه ، والمدرس الذى يقسو على الطلاب الخاملين هو نفس المدرس الذى ينبض عطفاً على الطلاب النابغين ، والعاشق الذى يذوب رقة فى معاملة محبوبته قد يكون قاسياً فى معاملة موظفيه وعماله ، وهكذا بالنسبة لبقية الصفات والخصائص التى يتحلى بها الإنسان ، والتى تظهر أى منها تبعاً للظروف والملابسات التى فرضتها وحتمتها . ولم يقل أحد إن من يقسو لظرف لا يرحم لآخر ، أو من يحب شخصاً لا يكره آخر .

بل إنه حتى الوحوش المفترسة قد أودعت فيها مع القوة والقسوة العطف والحنان ، بحيث يمكن أن تتحول فى لحظة من التوحش إلى الوداعة ومن العنف إلى اللطف ، فالأسد الذى ينقض فى شراسة على فريسته لينهش لحمها ويفتت عظامها ، هو الأسد نفسه الذى ينساب ليونة فى تدليل زوجته ، وهو الأسد نفسه الذى يعتصره الحزن والألم عند موت وليده ، والأسد كما هو فى كافة حالاته ، وبجميع صفاته وخصائصه المختلفة المتباينة .

وعقيدة الثالوث ترى أن هذه المخلوقات المتعددة الصفات ، ما هى إلا صورة للخالق الذى خلقها على صورته وشبهه ، ولكن يبدو أن الأستاذ يس منصور يميل إلى حرمان الخالق من الصفات والملكات المتعددة التى تملكها المخلوقات ، بحيث إنه يلزم لخلق إنسان مثلاً متعدد الصفات والملكات أن يشترك فى صنعه عدة آلهة يمنحه كل منها صفته الخاصة وقدرته الذاتية ، وبهذا تتجمع الصفات فى المخلوق وتتفرق فى الخالق .. إذا لم يكن هذا هو الغى ، فماذا عساه يكون ؟!

خبرونا أيها العقلاء !!

والقرآن يقرر أن كافة الصفات والقدرات والأسماء التى لا تحصى ولا تعد والتى أورد منها 99 اسماً هى لإله واحد لا شريك له ولا مثيل ، وأن هذه الصفات والأسماء إنما تدل على قدرة الله وتفرده بالقوة والعظمة .. يقول سبحانه : " هو الله لا إله إلا هو ، له الحمد فى الأولى والآخرة ، وله الحكم ، وإليه ترجعون " [القصص 70]

ويقول عز من قائل : " الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى " [طه 8]

أما دعوة الثالوث ، وعباد الثالوث ، فيورد القرآن فيها حكمه القاطع ! .. " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ، وما من إله إلا إله واحد ، وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم " [المائدة 73]

إبراهيم عليه السلام - متى ترك حاران ؟ قبل أم بعد وفاة أبيه؟

متى ترك إبراهيم
حاران قبل أم بعد وفاة أبيه

لقد ذكر الكتاب المقدس {العهد القديم } ....... ان إبراهيم هاجر من ارض حاران الي ارض كنعان بناءً على أمر الله

وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اتْرُكْ أَرْضَكَ وَعَشِيرَتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ وَاذْهَبْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ، 2فَأَجْعَلَ مِنْكَ أُمَّةً كَبِيرَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً (لِكَثِيرِينَ). 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَأَلْعَنُ لاعِنِيكَ، وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ» 4فَارْتَحَلَ أَبْرَامُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَرَافَقَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ فِي الْخَامِسَةِ وَالسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا غَادَرَ حَارَانَ......سفر التكوين 12/ 1: 4

وذكر في الكتاب المقدس {العهد الجديد } ....... ان إبراهيم هاجر من ارض حاران الي ارض كنعان بناءً على أمر الله بعد موت أبيه
4
فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ، بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ، إِلَى هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا ....سفر أعمال الرسل 7/4

وهنا يأتي السؤال
هل عهدي الكتاب المقدس { القديم والجديد } يتفقا بشان هجرة إبراهيم من حاران الي ارض كنعان ؟ أم يختلفا ؟
فكانت الاجابة باذن الله
العهد الجديد .......قالها صراحة ً.......... بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ،
العهد القديم .......لم يصرح بها
ولكن يمكن الوصول اليها عن طريقة إجراء بعد الحسابات
تارح رزقه الله بإبراهيم ابنه .......وعمره ......{70 عام }
23
وَعَاشَ سَرُوجُ بَعْدَ ذَلِكَ مِئَتَيْ سَنَةٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. 24وَكَانَ عُمْرُ نَاحُورَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ تَارَحَ. 25وَعَاشَ نَاحُورُ بَعْدَ ذَلِكَ مِئَةً وَتِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. 26وَعِنْدَمَا بَلَغَ تَارَحُ السَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ أَنْجَبَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. سفر التكوين 11/ 23: 26
تارح أبو إبراهيم مات عن عمر يناهز الــ 205 عام
31
وَأَخَذَ تَارَحُ ابْنَهُ أَبْرَامَ وَحَفِيدَهُ لُوطاً بْنَ هَارَانَ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ زَوْجَةَ ابْنِهِ أَبْرَامَ، وَارْتَحَلَ بِهِمْ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. 32لَكِنَّهُمْ وَصَلُوا إِلَى حَارَانَ وَاسْتَقَرُّوا فِيهَا. وَهُنَاكَ مَاتَ تَارَحُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ مِئَتَانِ وَخَمْسُ سِنِينَ....سفر التكوين 11/31: 32
إبراهيم هاجر حاران وعمره ....{75 عام }
4
فَارْتَحَلَ أَبْرَامُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَرَافَقَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ فِي الْخَامِسَةِ وَالسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا غَادَرَ حَارَانَ......سفر التكوين 12/ 4

عمر تارح .....بعد {75 عام } من ميلاد إبراهيم
عمر تارح عندما أنجب إبراهيم.....{70 سنة }
70 +75 = 145 عام عمر تارح عندما كان إبراهيم يبلغ من العمر{ 75عام } وهو العام الذي إبراهيم ترك فيه حاران
وبالتالي يكون إبراهيم قد ترك حاران وأبيه على قيد الحياة ويبلغ من العمر{ 145 عام }حيث انه فارق الحياة وعمره { 205 سنة }
ومن كل ذلك نصل الي نتيجة مفادها ان :
العهد القديم ......يقول ان إبراهيم هاجر من حاران الي ارض كنعان وأبيه على قيد الحياة ويبلغ من العمر {145 عام }
العهد الجديد ......يقول ان إبراهيم هاجر من حاران الي ارض كنعان بعد موت أبيه
وهذا تناقض لا شك فيه
لكن ماذا لو افترضنا صحة ما جاء بالعهد الجديد بهذا الشأن ؟
بالطبع سوف تتغير حقائق كثير .....تعارض ما تضمنه كتاب العهد الجديد
العهد القديم يقول :
تارح ....أنجب إبراهيم وعمره {70 عام }
تارح ....مات عن عمر يناهز {205 عام}
العهد الجديد يقول :
إبراهيم ....هاجر الي حاران بعد{ موت أبيه }
فيكون عمر إبراهيم عندما هاجر حاران { 135 عام }
{205 عام } ..إجمال عمر أبيه - {70 عام }... عمر أبيه عندما أنجبه = { 135 عام } هو عمر إبراهيم عندما مات أبيه
وينتج عن ذلك
{1} إبراهيم تزوج هاجر وعمره تقريبا ...{145 عام }
حيث انه تزوج من هاجر بعد {10 سنوات } من إقامته بأرض كنعان
3
وَهَكَذَا بَعْدَ إِقَامَةِ عَشْرِ سَنَوَاتٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، أَخَذَتْ سَارَايُ جَارِيَتَهَا الْمِصْرِيَّةَ هَاجَرَ وَأَعْطَتْهَا لِرَجُلِهَا أَبْرَامَ لِتَكُونَ زَوْجَةً لَهُ....سفر التكوين 16/3
{2} حبلت هاجر بإسماعيل وعمر إبراهيم يقارب {145 عام }
4
فَعَاشَرَ هَاجَرَ فَحَبِلَتْ مِنْهُ. وَلَمَّا أَدْرَكَتْ أَنَّهَا حَامِلٌ هَانَتْ مَوْلاَتُهَا فِي عَيْنَيْهَا، ..سفر التكوين 16/4
{3} إبراهيم أنجب إسماعيل في ارض حاران قبل ان تحمل به أمه
الكتاب المقدس يقول ان إبراهيم أنجب إسماعيل وعمره { 86 عام }
16
وَكَانَ أَبْرَامُ فِي السَّادِسَةِ وَالثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وَلَدَتْ لَهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ...سفر التكوين 16/16
وطبقا لسفر عمال الرسل... إبراهيم ترك حاران وعمره تقريبياً { 135 عام }...فيكون مولد إسماعيل بأرض حارن مع ان إبراهيم تزوج من هاجر أمه بأرض كنعان وعمره تقريبا {145 عام }
{4} إبراهيم ختن في حاران
لقد ختن إبراهيم وعمره {99 عام } أي اثناء فترة تواجده بحاران
24
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي التَّاسِعَةِ وَالتِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ، 25أَمَّا إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ فَقَدْ كَانَ ابْنَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ.....سفر التكوين 17/24
{5} بشر إبراهيم وسارة بمولد إسحاق..ومولده .....بحاران
فقد بشر إبراهيم بمولد إسحاق وعمره {100 عام }
17
فَانْطَرَحَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ قَائِلاً فِي نَفْسِهِ: «أَيُوْلَدُ ابْنٌ لِمَنْ بَلَغَ الْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ؟ وَهَلْ تُنْجِبُ سَارَةُ وَهِيَ فِي التِّسْعِينَ مِنْ عُمْرِهَا؟ »...سفر التكوين 17/17
5
وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ بَلَغَ الْمِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وُلِدَ لَهُ إِسْحقُ.....سفر التكوين 18/5
أي قبل هجرته من حاران التي تركها وعمره {135عام }
{5} الزائرون الثلاثة الذين تحدثوا مع إبراهيم قبل التوجه الي دمار سدوم وعمورة قابلهم في حاران
لان هذه المقابلة كانت لتكرار البشرة بمولد إسحاق
10
فَقَالَ: «إِنيِّ أَرْجِعُ إِلَيْكَ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ فَتَكُونُ سَارَةُ آنَئِذٍ قَدْ وَلَدَتْ لَكَ ابْناً»....سفر التكوين 18/10
{6} لوط سكن بسدوم وإبراهيم سكن بأرض كنعان قبل ان ينجب إسماعيل وإسحاق
12
وَسَكَنَ أَبْرَامُ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَأَقَامَ لُوطٌ فِي مُدُنِ السَّهْلِ حَيْثُ نَصَبَ خِيَامَهُ بِجُوَارِ سَدُومَ....سفر التكوين 13/12
يكفي ذلك حتى لا تشت عقولكم من هذا الكم الهائل من التناقض والتعارض

الخلاصة
ان سفر الرسل هذا ليس وحي من عند الله ....وإنما وهو كلام احد المفسرين للعهد القديم
حيث انه اعتمد على قوله بان ابراهيم ترك حارن بعد موت أبيه
4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ، بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ، إِلَى هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا ....سفر أعمال الرسل 7/4
ترجمة اخرى
فَأَطَاعَ وَرَحَلَ مِنْ بِلاَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَسَكَنَ فِي حَارَانَ، وَبَقِيَ فِيهَا إِلَى أَنْ مَاتَ أَبُوهُ، فَجَاءَ اللهُ بِهِ إِلَى هَذَا الْبَلَدِ الَّذِي تَسْكُنُونَ فِيهِ الآنَ،...سفر الرسل 7/4
على ترتيب الإحداث بسفر التكوين
حيث ذكر في البداية
مولد تارح وعمره عندما أنجب أبنائه
23وَعَاشَ سَرُوجُ بَعْدَ ذَلِكَ مِئَتَيْ سَنَةٍ، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. 24وَكَانَ عُمْرُ نَاحُورَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً عِنْدَمَا وَلَدَ تَارَحَ. 25وَعَاشَ نَاحُورُ بَعْدَ ذَلِكَ مِئَةً وَتِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وُلِدَ لَهُ فِيهَا بَنُونَ وَبَنَاتٌ. 26وَعِنْدَمَا بَلَغَ تَارَحُ السَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ أَنْجَبَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. سفر التكوين 11/ 23: 26

ثم بعد ذلك ذكر موت تارح أبو ابراهيم

31وَأَخَذَ تَارَحُ ابْنَهُ أَبْرَامَ وَحَفِيدَهُ لُوطاً بْنَ هَارَانَ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ زَوْجَةَ ابْنِهِ أَبْرَامَ، وَارْتَحَلَ بِهِمْ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. 32لَكِنَّهُمْ وَصَلُوا إِلَى حَارَانَ وَاسْتَقَرُّوا فِيهَا. وَهُنَاكَ مَاتَ تَارَحُ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ مِئَتَانِ وَخَمْسُ سِنِينَ....سفر التكوين 11/31: 32
ثم ذكر بعدها هجرة ابراهيم
4فَارْتَحَلَ أَبْرَامُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَرَافَقَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ فِي الْخَامِسَةِ وَالسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا غَادَرَ حَارَانَ......سفر التكوين 12/ 4
فظن المفسر ان هجرة ابراهيم بعد موت أبيه تارح ....ولن يركن في تفسيره الا الأعمار المذكورة ...
فكان تفسيره خطا يخالف صريح النص المفسر
وهذا اكبر دليل على كون هذا السفر ليس كلام الله


ولان القران كلام الله فقد شهد بما هو حق
وهو ان هجرة ابراهيم عليه السلام كانت في حياة أبيه ...وفي ارض المهجر كانت البشرة بمولد إسماعيل ثم مولده ثم البشرى بمولد إسحاق ومن بعده يعقوب عليهم جميعا السلام
{ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ {85} أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ {86} فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ {87} فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ {88} فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ { 89} فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ {90} فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ {91} مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ {92} فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ { 93} فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ { 94} قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ {95} وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ {96} قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ {97} فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ { 98} وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ {الصافات/99} رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ {100} فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ {101}..الآيات من {84: 101 } سورة الصافات.
...............................................
كتبه الاخ :ابو تسنيم