الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

الجذور التاريخية للوثنية المسيحية

متى ولد يسوع؟ ولماذا أختير هذا اليوم؟

يحتفل النصارى الكاثوليك في 25 ديسمبر من كل عام بعيد الميلاد المجيد (الكريسماس) بينما يحتفل به الأرثوذكس في السابع من يناير. وفي هذا اليوم تقام القداسات (قداس عيد الميلاد المجيد) والإحتفالات الصاخبة بمناسبة الإحتفال بميلاد الطفل الإله يسوع!!!
ولكن هل هو فعلا يوم ولادة يسوع؟
معظم النصارى وغير النصارى يظنون ذلك، ولكن إذا رجعنا إلى الوراء إلى القرن الرابع سنكتشف السر وراء إختيار الكنيسة لهذا اليوم. وسنواصل رحلتنا عبر التاريخ حتى بداية القرن الأول الميلادي لنجيب على سؤال آخر وهو: متى ولد يسوع؟
قبل الإنطلاق في رحلتنا يجب أن نعرف أولا سبب الإختلاف بين نصارى الغرب والشرق في تاريخ الإحتفال بأعياد الميلاد (الكريسماس) حيث تحتفل به الكنائس الغربية في 25 ديسمبر بينما تحتفل به الكنائس الشرقية في 7 يناير.
في البداية كان يحتفل جميع النصارى بعيد الميلاد في 25 ديسمبر. إلا أن الإختلاف الحالي بين الكنائس الغربية والشرقية يعود لإختلاف التقويم الذي تستخدمه كل كنيسة حيث تستخدم الكنائس الغربية التقويم الجريجوري Gregorian Calendar بينما تستخدم الكنائس الشرقية التقويم اليولياني Julian calendar. والآن يوجد إختلاف 13 يوم بين التقويمين وهو الفرق الذي نجده بين التاريخين 12/25 و 7/1 وهو إختلاف ناتج عن خطأ في عدد السنين الكبيسة في التقويم اليولياني الذي كانت تستخدمه كل الكنائس قبل إعتماد الكنيسة الغربية للتقويم الجريجوري عام 1582 والذي صحح خطأ التقويم اليولياني. ولم تعتمد الكنائس الشرقية التقويم الجريجوري وإستمرت في إستخدام التقويم اليولياني الأقدم وذلك بسبب الصراع بين الطوائف النصرانية.
والخلاصة أن كل النصارى – بما فيهم النصارى الشرقيين ـ يحتفلون بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر بحسب التقويم الذي تستخدمه كل كنيسة.
والسؤال الآن…
هل 25 ديسمبر هو تاريخ ميلاد يسوع؟
الكتاب المقدس لا يحدد تاريخا محددا لميلاد يسوع والتاريخ يقول أنه حتى القرن الرابع لم يكن النصارى يحتفلون بعيد الميلاد وأنهم لم يعرفوا تاريخا محددا له. وتم تحديد يوم 25 ديسمبر كعيد ميلاد ليسوع خلال مجمع نيقية عام 325م. وهذا المجمع كان إجتماعا لكبار رجال الدين النصراني وكان برعاية الإمبراطور الروماني قسطنطين والذي أراد ـ لأسباب سياسية ـ توحيد الإمبراطورية الرومانية تحت دين واحد يتم تحديد ملامحه خلال هذا الإجتماع. وبالفعل تم إعتبار النصرانية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية وأخذت النصرانية ملامحها الحالية عن طريق الإنتخاب. وتم خلاله إعتبار يسوع إله ووضع قانون الإيمان في صيغته الأولى وتم إختيار الأناجيل الأربعة من عشرات الأناجيل المتوفرة وقتها وتحديد أوقات الأعياد النصرانية بما فيه عيد الميلاد. ومن الجدير بالذكر أنه تم عقد مجامع كثيرة بعد ذلك لمحاولة الإتفاق على العقيدة النصرانية وطبيعة يسوع والروح القدس وصيغة قانون الإيمان وأشياء أخرى كثيرة. ومن هذه المجامع مجمع خلقدونية عام 451 والذي إنفصلت فيه الكنيسة الأرثوذكسية عن الكنيسة الكاثوليكية بسبب خلاف حول طبيعة يسوع وهل هو يشترك مع الله في المشيئة أم لا!!!
وبذلك نجد أن تحديد عيد ميلاد يسوع ليس له أي أساس تاريخي أو مرجع في الكتاب المقدس وأن إختياره تم في مجمع نيقية في القرن الرابع.
ولكن…
لماذا تم إختيار 25 ديسمبر كميلاد يسوع؟
لو عدنا بالزمن لما قبل مجمع نيقية، لوجدنا أن يوم 25 ديسمبر كان يمثل عيدا لكثير من الديانات الوثنية. وقد إختارت تلك الديانات ذلك اليوم نظرا لطبيعته الفلكية الخاصة حيث كانوا يعتقدون أنه يوم الإنقلاب الشتوي Winter Solstice حيث يكون الليل أطول ما يمكن والنهار أقصر ما يمكن (الإنقلاب الشتوي يحدث تقريبا في 21 ديسمبر، ولكن الأجهزة الفلكية المتاحة قديما لم تكن دقيقة مما جعل حسابات علماء الفلك القدامى خاطئة وإستنتجوا أن 25 ديسمبر هو الإنقلاب الشتوي). وأي يوم يلي ذلك اليوم يكون النهار فيه أطول من اليوم الذي قبله ولذلك إعتبرته الكثير من الديانات الوثنية القديمة كإعادة ولادة للشمس حيث يعتبر كل يوم إقترابا أكثر لعودة دفء الشمس للأرض.
ونتيجة لتلك الظاهرة الكونية، إحتفلت الكثير من الديانات الوثنية القديمة والتي ظهرت قبل النصرانية بيوم 25 ديسمبر كعيد ميلاد لآلهتهم والتي كان يطلق عليها دائما أسماء مثل: إبن الإنسان، نور العالم، شمس الحق، العريس، المخلص. ومعظم هذه الأسماء إقتبستها النصرانية من تلك الديانات الوثنية وما زالت تستخدم حتى اليوم!!
ولم تقتبس النصرانية تلك الأسماء فقط، ولكنها إقتبست الكثير من عقائد تلك الأديان أيضا. وهذه بعض الأمثلة:
1- الإله الوثني الروماني أتيس Attis ولد من عذراء نانا Nana وكان الرومان يحتفلون بميلاده في 25 ديسمبر!!! وقد ضحى بنفسه وصلب على شجرة من أجل خلاص البشرية ومات في 25 مارس وبعد ذلك هبط إلى الجحيم لمدة ثلاثة أيام. وفي يوم الأحد قام كإله الشمس في الموسم الجديد. وأتباع هذا الإله وضعوا صورة له على شجرة في يوم “الجمعة الأسود” وحملوها في موكب إلى المعبد. وكانوا يأكلون جسده رمزيا في صورة خبز!!
وبنظرة سريعة على تلك الديانة الوثنية وعقيدتها وطقوسها لوجدناها مطابقة للنصرانية من فداء وصلب وخلاص وقيامة وتناول جسد الإله.
2- الإله الوثني اليوناني ديونيسس Dionysus وهو إله مخلص آخر كان يحتفل بميلاده في 25 ديسمبر. وكان يعبد أيضا في مناطق كثيرة من الشرق الأوسط وكان له مركز للعبادة في القدس. في القرن الأول قبل الميلاد. وكان يؤكل لحمه ودمه رمزيا في هيئة خبز وخمر وكان يعتبر إبن الإله الأب زيوس Zeus.
وكما نرى، فهناك تشابه واضح بين تلك الديانة الوثنية والنصرانية من بنوة لله وأكل لحم ودم الإبن في هيئة خبز وخمر كما في سر التناول بالنصرانية. وقد أكد كثير من المؤرخين أن لهذه الديانة تأثير واضح على النصرانية وأن النصرانية إقتبست سر التناول منها.
3- الإله الوثني المصري أوزوريس Osiris هو إله مخلص عبده المصريون القدماء وكان يسمى رب الأرباب، ملك الملوك، إله الآلهة، القيامة والحياة، الراعي الصالح، الإله الذي جعل الرجال والنساء ولدوا ثانية (born again)...!!! ويأكل أتباع أوزوريس جسده رمزيا في هيئة كعكة من القمح. وقد وجدت الكثير من الأقوال المرتبطة بأوزوريس في الكتاب المقدس منها المزامير 23. وكان يتم الإحتفال بميلاد أوزوريس في يوم 25 ديسمبر في الإمبراطورية الرومانية خلال القرن الأول قبل الميلاد.
4- الإله الوثني الفارسي ميثرا Mithra (إله الشمس التي لا تقهر) وهو إله مخلص آخر إنتشرت عبادته في الإمبراطورية الرومانية وكانت الديانة المنافسة للنصرانية حتى القرن الرابع وكانوا يؤمنون أنه ولد في يوم 25 ديسمبر ويعتبرونه أقدس ايام السنة. وكان يؤمن بعض أتباع تلك الديانة أنه ولد من عذراء. ويؤمنون كذلك أنه كانت له معجزات كثيرة وأنه شفى المرضى وأخرج الشياطين. وأنه إحتفل بعشاء أخير مع 12 من تلاميذه وأنه صعد للسماء في وقت الإعتدال الربيعي (21 مارس)!!
5- كان البابليون يحتفلون بمهرجان إنتصار إله الشمس في 25 ديسمبر.
وطبعا نلاحظ التشابه الواضح بين النصرانية وهذه الديانات الوثنية. وكذلك التشابه الواضح بين الآلهة الوثنية وأنها أبناء الإله الأب وبين يسوع إبن الله في النصرانية!!!
وإحتفلت الإمبراطورية الرومانية بمهرجان زحل Saturnalia في الفترة من 17 إلى 23 ديسمبر. وفي القرن الثالث دمج الإمبراطور الروماني أورليان Aurelian مهرجان زحل مع العديد من الإحتفالات بميلاد العديد من الآلهة المخلصة من ديانات وثنية مختلفة في يوم واحد مقدس وهو 25 ديسمبر.
وجاء القرن الرابع وأراد الإمبراطور الروماني قسطنطين توحيد الإمبراطورية الرومانية تحت مظلة دين واحد كوسيلة لإحكام سيطرته عليها. ووقع إختيار قسطنطين على النصرانية ـ بالرغم أنه لم يتم تعميده إلا في مرض الموت ـ وحاول توحيد عقائدها المختلفة عن طريق مجمع نيقية عام 325م. وإختارت الكنيسة يوم 25 ديسمبر يوما لميلاد يسوع كمحاولة لنشر النصرانية الناشئة عن طريق تبني واستيعاب التقاليد والأعياد الوثنية السائدة وقتها. وقد ساهم هذا في تحول شعوب الإمبراطورية الرومانية إلى النصرانية حيث كان دين الشعب هو دين الملك ومن يخالف ذلك يتعرض للقتل والحرق.
ولم تتخلى الإحتفالات النصرانية عن المظاهر الوثنية ومنها شجرة الكريسماس التي تعود جذورها للعديد من الديانات الوثنية. وكذلك الإحتفالات الصاخبة في الكنائس والشوارع والتي تكون مصحوبة بشرب الخمور والرقص والغناء والمجون!!!
وقد يسأل معترض…
ما المشكلة أن يكون يسوع قد ولد في 25 ديسمبر؟
الكتاب المقدس لم يذكر تاريخا محددا لولادة يسوع أو أنه ولد في الشتاء. وعلى العكس من ذلك، يثبت الكتاب المقدس أن يسوع ولد في أي موسم آخر إلا الشتاء. فقد ذكر إنجيل لوقا الإصحاح الثاني:
(7 فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل 8 وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم)
ومعناها أن الرعاة كانوا يبيتون في المراعي لحراسة قطعانهم ليلا. وطبعا هذا لا يمكن أن يحدث في الشتاء حيث يتم نقل القطعان إلى داخل الحظائر خاصة في الليل. وقد ذكر التلمود أن الرعاة كانوا يأخذون قطعانهم إلى المراعي خلال الشهور الدافئة من شهر مارس حتى شهر نوفمبر وحينها يتم وضعهم داخل الحظائر خلال موسم الأمطار.
ويمكن أيضا إستخدام نصوص الكتاب المقدس (لوقا 5:1، كورونثوس الأولى 24:15، لوقا 23:1، لوقا 24:1، لوقا 36:1، لوقا 31:1) لإستنتاج أن يسوع ولد في الخريف بعد 6 أشهر من ولادة يوحنا الذي ولد في الربيع.
ويبقى سؤال آخر وهو…
في أي عام ولد يسوع؟
تشير جميع الدلائل التاريخية أن ميلاد يسوع كان في بين عامي 4 إلى 7 قبل الميلاد!! وقد إعتمد المؤرخون في ذلك على أحداث تاريخية ثابتة مثل ما ورد في لوقا 5:1 (كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا وامرأته من بنات هرون واسمها اليصابات). ومن المعروف أن هيرودس مات في العام الرابع قبل الميلاد مما يعني أنه من المستحيل أن يكون يسوع قد ولد بعد عام 4 قبل الميلاد. هذا يثبت أن يسوع ـ إله النصارى ـ كان طفلا يبلغ من العمر أربعة أو خمسة أعوام على الأقل في العام الأول الميلادي!!!
كما رأينا، فإن النصرانية إقتبست عقيدتها وأهم أعيادها من الديانات الوثنية المعروفة وقتها في الإمبراطورية الرومانية. ولم تحارب الوثنية من أجل نشر عقيدة التوحيد، بل إستوعبت وأدمجت في عقيدتها الكثير من تلك الوثنيات لتحظى بقبول أكثر حتى يتم توحيد الإمبراطورية الرومانية كما أراد قسطنطين. وحتى يومنا هذا تحاول النصرانية التلون والإقتباس من الأديان الأخرى كمحاولة لتقريب أتباع الأديان الأخرى لها. فنجد أنهم يصورون يسوع كشخص أسود في افريقيا وشخص أصفر في الصين ولا يمانعون تعدد الزوجات عند القبائل الأفريقية. ونجد في نصارى العرب أنهم إقتبسوا من الإسلام لفظ الجلالة الله والذي لا يوجد بالكتاب المقدس. وكذلك نجدهم يستخدمون كلمة آية للتعبير عن أعداد الكتاب المقدس بالرغم أنها لفظة إسلامية قرآنية. والأكثر من ذلك أنهم أطلقوا إذاعة تبث الإنجيل بنفس إسلوب تلاوة القرآن الكريم وأصدروا ترجمة للكتاب المقدس تستخدم التعبيرات الإسلامية وتستبدل مثلا يسوع بعيسى وهكذا. والأغرب من ذلك كله هو محاولتهم ـ عن طريق التدليس ولي عنق النصوص ـ إثبات عقيدتهم وألوهية يسوع من القرآن الكريم!!! وغير ذلك الكثير من الأساليب الملتوية…
وكل هذه الأساليب الملتوية والنفاق تعتمد على نص صريح لبولس ـ المؤسس الحقيقي للنصرانية ـ حيث يقول أنه ينافق البشر لينشر تعاليمه وهذا ورد في كورنثوس الأولى الإصحاح التاسع:
(19 فاني اذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لاربح الاكثرين. 20 فصرت لليهود كيهودي لاربح اليهود. وللذين تحت الناموس كاني تحت الناموس لاربح الذين تحت الناموس. 21 وللذين بلا ناموس كاني بلا ناموس. مع اني لست بلا ناموس الله بل تحت ناموس للمسيح. لاربح الذين بلا ناموس. 22 صرت للضعفاء كضعيف لاربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء لاخلّص على كل حال قوما. 23 وهذا انا افعله لاجل الانجيل لاكون شريكا فيه)

وقد إستخدموا هذا الإسلوب منذ بداية النصرانية وحتى يومنا هذا


لقراءة المزيد

********

حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسماس

السؤال
ما حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسماس؟ وهل يجوز الاحتفال معهم بهذا العيد؟
الجواب
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن سؤال مشابه لسؤالك فإليك السؤال والجواب.
عن حكم تهنئة الكفار بعيد الكريسماس؟ وكيف نرد عليهم إذا هنؤونا به؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذكر بغير قصد؟ وإنما فعله إما مجاملة أو حياءً أو إحراجاً أو غير ذلك من الأسباب؟ وهل يجوز التشبه بهم في ذلك؟
فأجاب فضيلته بقوله: تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم – رحمه الله – في كتابه “أحكام أهل الذمة”، حيث قال: “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالأتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه”. انتهى كلامه – رحمه الله –.
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضا به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره، لأن الله تعالىلا يرضى بذلك، كما قال الله تعالى: “إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم” [الزمر: 7] وقال تعالى: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً” [المائدة:3]. وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا.
وإذا هنؤونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك، لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى، لأنها إما مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً، صلى الله عليه وسلم، إلى جميع الخلق، وقال فيه: “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”[آل عمران:85].
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها.
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي، صلى الله عليه وسلم،: “من تشبه بقوم فهو منهم”. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): “مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء”. انتهى كلامه – رحمه الله –.
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة، أو تودداً، أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب، لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسؤول أن يعز المسلمين بدينهم، ويرزقهم الثبات عليه، وينصرهم على أعدائهم، إنه قوي عزيز.

 وهذا فلاش إسلامي للشيخ أبو إسحاق الحويني - حكم الإحتفال بعيد الكريسماس-

http://www.saaid.net/flash/Movienewyear.swf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق